اعفاء بورقيبة
المواقف الدولية اختلفت من دولة الى اخرى ففي حين عبرت الجزائر، التي ترتبط بتونس بمعاهدة الاخاء والوفاق، ومنذ الساعات الاولى عن تأييدها للعهد الجديد واتصل الرئيس الشاذلي بن جديد بالرئيس زين العابدين بن علي مهنئا لانتقال السلطة بصورة دستورية وشرعية لأي « الوضع اصبح يفرض هذا الانتقال »، وايضا في حين عبرت مصر والمملكة العربية السعودية عن تهانيهما للرئيس الجديد، ظلت مواقف بعض الدول الاخرى ضمن الصيغ البروتوكولية. وتجدر الاشارة هنا الى ان المغرب قد اشاد في البداية بما قدمه الرئيس السابق الحبيب بورقيبة من خدمات لتونس في الوقت نفسه الذي تمنى فيه التوفيق للقيادة التونسية الجديدة. اما فرنسا فقد حرص الرئيس بن علي على الاتصال بنظيره فرانسوا ميتران هاتفيا كما اتصل الهادي البكوش الوزير الاول بجاك شيراك وذلك يوم السبت الماضي وقبل صدور اي موقف من فرنسا عقد اجتماع بين فرانسوا ميتران وجاك شيراك لبحث الموقف الجديد في تونس واصدرت بعد ذلك وزارة الخارجية الفرنسية بيانا حيث فيه « الحبيب بورقيبة صانع تونس المعاصرة » وتمنت فيه التوفيق للقيادة الجديدة.
اما موسكو فقد اكتفت وكالة تاس باذاعة نبأ التغيير الذي شهدته تونس دون اي تعليق، واصدرت وزارة الخارجية الامريكية بيانا اكدت فيه على متانة العلاقات التي كانت قائمة في عهد الرئيس بورقيبة بين تونس وواشنطن وتمنت ان تستمر هذه العلاقات قائمة في ظل العهد الجديد وان يقود الرئيس الجديد بلاده الى مزيد من الازدهار والديمقراطية.
عندما اتصلت « الدستور » بالسيدة وسيلة بن عمار الزوجة السابقة لبورقيبة والمقيمة حاليا في باريس، قالت انها لا ترغب في الادلاء باي تصريح في الوقت الحاضر. أما ادريس قيقة وزير الداخلية السابق والذي خرج من تونس بعد « انتفاضة الخبز » فقد عبر صراحة عن فرحته وقال : لقد قم الرئيس زين العابدين بن علي بالخطوة المطلوبة لانه لا يمكن ممارسة السلطة في ظل رئيس عجوز متقلب في مزاجه وقراراته وعاجز تماما عن التمييز.. وكان يكفي القيام بتلك الخطوة لتنتهي حرب الخلافة في يوم واحد. ولان علينا بالعمل الجاد فلم تعد في تونس مشكلة اسمها الخلافة. وفي اليوم الثاني من العهد الجديد، أي يوم الاحد، عاد ادريس قيقة الى تونس بعد اتصال هاتفي مع الرئيس زين العابدين بن علي. وعبر محمد المصمودي وزير الخارجية الاسبق عن تأييده للرئيس الجديد متمنيا له التوفيق في مهمته. أما السيد الطاهر بلخوجة فقد رفض الادلاء بأي تصريح وذكر بعض المقربين منه لـ « الدستور » انه لا ينوي العودة في الوقت الحاضر الى تونس.